أفقت على رائحة تداعب خياشيمي، إنها رائحة مألوفة جدًا، ظننت أني في حلم لا أريده أن ينتهي، كأنني في عالم خاص، عالم الحلويات، مشروبات غازية، كعك محلى بالسكر، وفطائر.... كل ما تشتهي النفوس، الآن هو وقت تذوق كل ركن من هذا العالم الرائع، وعندما أقول كل ركن، فإني أعني ماأقول، أبواب بالشوكولاتة، وقصور شامخة، وأشجار، نعم أشجار من الحلوى، ولكن قبل قضمتي الحاسمة، وإذا بسيدة أنيقة تتجه نحوي. بدأ الخوف يتملكني خصوصًا حرسها الأشداء الذين يرافقونها محدقين بي بنظرات مريبة لكن سرعان ما تداركت السيدة أو بالأحرى الملكة كما أمرتني بمناداتها الأمر بابتسامة لبقة وفيها نوع من المكر، رحبت بي بحفاوة كما لو كنت أميرة من الأمراء وما أنا إلا طفلة وجدت في هذا العالم عالم الحلويات أعطتني نصائحًا نوعًا ما غريبة ككلي ما تشائين من الحلويات لا أحد يوقفك وحذاري أن تغسلي أسنانك، أضافت وإياك أن تدخل الطابق الأخير أحذرك ! بجملتها هذه أيقظت شكوكي! لكن اكتفيت بابتسامة خفيفة تحمل معنا من الخوف. في بادئ الأمر بدأت بالأكل بنهم ,لكن سرعان ما ضجرت وبدأت أسناني تؤلمني بشكل رهيب حينها،
ناديت عليها مرات عدة لكن ولا أحد يجيب ومن شدة الألم لم أحس بما أفعل حتى ولجت الغرفة المجهولة, بدأت بالضحك على المشهد الذي عرض أمامي, حليب وبيض ولحم وجزر مقيدون!!!!!! بدأوا يعرفونني بنفسهم وبدورهم تجاه صحتنا. سألتهم أسئلة جمة, مثلا ما دور السيدة في هذا العالم الواسع؟ من جاء بي إلى هنا؟ وحسب ما فهمت منهم هو أنها مالكة كل هذه الحلويات وهي التي تتحكم في كل هؤلاء الحرس ومن لا يطيعها يكون مصيره السجن. لذلك لا أحد تجرأ على فتح هذا الطابق إلا أنا بدأوا يترجونني لفك قيودهم. فكرت قليلاً وقلت في نفسي لكن هذه فرصة ذهبية لا يمكنني أن أضيعها, لذلك وجدت كيسًا في الزاوية ,وضعت جل الحلوى الموجودة هناك لكن وبمجرد أن أردت فك قيودهم بدأت السيدة من الاقتراب رويدًا رويدًا ,شعرت بالقشعريرة ،وفجأة خطرت ببالي فكرة ،فتحت الكيس بحذر خشية سماع صوتي ,وبسرعة البرق أخذت غزل البنات الذي أخذت منه كمية هائلة نظراً لكبر الكيس الذي كان بحوزتي ألقيت به نحو أول طابق ثم ألقيت بنفسي و بإتقان تمكنت من الإفلات بجلدي وسقطت على الكيس ثم تنفست الصعداء وتركت ذلك القصر بما فيه وكما ذكرت في أول القصة أنه عالم واسع وليس فقط قصرا ،اقتصر فطوري وغدائي وعشاءي على الحلويات فقط لم أستمتع قط ببحيرة الشوكولاتة التي كانت فقط بجانبي نظراً لأنني كنت غارقة في التفكير في أصدقائي الذين تركتهم في سجنهم وكنت أتصور دهشة الملكة التي متأكدة أنها تبحث عني في كل مكان واستمررت على هذه الحالة إلى أن خططت لخطة محكمة صباح اليوم الموالي ,أفقت على صوت زقزقة العصافير فوقي ،حان اليوم الموعود حزمت كيسي لأمر طارئ من يعلم .ولجت القصر في هدوء ومن سوء حظي ها أنا وجهًا لوجه مع الملكة لقد أفسدت كل خطتي بدأت أفكر بحجة مقنعة لإقناعها أني لم أحاول قط الفرار أقنعتها أنني كنت أجمع المزيد من الحلوى لأصنع لها تمثالًا لم تقتنع فقط بل أعجبتها فكرة بدأت بصنع التمثال أنهيته الآن لقد كان تحفة حتماً وعندما ذهبت الملكة لتفقد التمثال أخبرتها أنني سأتذوق الحلوى في الأعلى وعندما أقول في الأعلى فإني أقصد الطابق الأخير الذي حذرتني من ولوجه سابقًا وهناك حررت أصدقائي البيضة واللحمة والجزرة والحليب من سجنهم, وقد فهمت الآن فائدة الخضار في حياتنا اليومية.
يا إلهي , لقد كان حلمًا لذيذًا ومليئًا بالعبر و قد تعلمت من هذا الحلم ان الصحة الجيدة هي أعظم كنز,و كما يقال "اجعل طعامك دواءك ,ودواءك في طعامك"
هناك تعليقان (2):
قصه جميله بسرد وخيال واسع .فيها من العبرة والحكمه الكثير
ها انتي تحاولين مرة أخرى وتؤكدين موهبتك وفقك الله
إرسال تعليق